متابعة :
ناهد حمزة
محسن جود
أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيسة جمعية مصر الجديدة ان تطوير التعليم هو التحدي الاكبر الذي يواجهنا اليوم ولكي نواكب تحديات عصر المعرفة، فالعالم يتغير بسرعة مذهلة والتطوير العلمي والمعرفي في السنوات العشر الاخيرة فاق ما شهده العالم في مائة عام مضت وان التعليم لم يعد مجرد حق للجميع ولم يعد الامر يقتصر علي تحقيق الاستيعاب أو مواجهة التسرب من التعليم أو اتاحة فرصة متكافئة للفتيات أو حتي تطوير المناهج وطرق التدريس انما يتجاوز هذا التحدي بكثير.
جاء هذا في الكلمة التي ألقتها امس بمناسبة اعلان افتتاح ٧٥ مدرسة بمحافظة الاقصر ضمن المرحلة الاولي من المشروع القومي والمبادرة الوطنية لتطوير وتحديث والنهوض وانشاء ٧٠١ مدارس بتكلفة ٠٠٢ مليون جنيه بمحافظة الاقصر ضمن مبادرة اطلقتها سيادتها لتطوير مدارس القاهرة والجيزة التي تتبناها جمعية مصر الجديدة وتعد الاقصر النقطة الاولي في صعيد مصر كما أعلنت استكمال العمل في مبادرة تطوير مدارس الاقصر بالجهود الذاتية واعلان ضم مدارس اسنا وارمنت.
مشروع ٠٠١ مدرسة
واضافت: منذ عامين جئت مرة اخري لاعلن انضمام الاقصر الي مبادرة وطنية اخري لتطوير المدارس الحكومية التي اطلق عليها في بدايتها مشروع المائة مدرسة ولكنها فاقت ذلك بكثير واصبحت رافدا اساسيا لمشروع تطوير التعليم بمصر.
واليوم كما عودناكم، يتحقق الانجاز مرة اخري ونفي بالوعد بانتهاء المرحلة الاولي من مشروع المائة مدرسة بمحافظة الاقصر.
وقد تم بالفعل تطوير »٦٣« مبني دراسيا في »٨٤« مدرسة و»٧١٨« فصلا واستفاد من هذا التطوير »٢١٥٣٣« تلميذا وما يقرب من ٠٠٣ الف مواطن. ونستهدف هذا العام الانتهاء من تطوير ٧٥ مبني مدرسيا آخر في محافظة الاقصر.
واليوم لقد زرت بعض المدارس التي تم تطويرها ورأيت نقلة حضارية كبيرة وصورة مشرفة لما ينبغي ان تكون عليه مؤسساتنا التعليمية وكانت في العام الماضي بصورة مؤسفة.
ان السعادة التي ارتسمت علي وجوه الاطفال اليوم وفرحتهم بمدارسهم الجديدة والاهم احساس المعلمين بالفخر بالبيئة التربوية الصالحة التي يعملون فيها، والامكانات المتاحة لهم لاداء مهمتهم، تجعلنا جميعا نفخر بالعمل الوطني المشرف الذي نقوم به، وتحفزنا وتشجعنا علي ان نبني علي النجاح الذي حققناه وان نستمر في عملية التطوير لتصل الي كل مدرسة في محافظة الاقصر ولكن ايضا لمدارسنا في مصر.
وتحقيقا لهذا الهدف وسعيا لرسم ذات السعادة التي رأيتها في وجوه الاطفال اليوم، فإنني اعلن امامكم بداية مرحلة جديدة للمشروع، تستهدف تطوير المدارس لاطفال مراكز اسنا وارمنت بعد دخولها لنطاق محافظة الاقصر، كما يسعدني ان اعلن الانتهاء بالفعل من عملية التقييم والحصر لهذه المدارس، وتم اختيار »٠٣« مبني في مركز اسنا و»٠١« مبان في ارمنت للتطوير.
٢٥ مدرسة
بالاضافة الي استكمال باقي المدارس التي تقرر تطويرها في مدينة الاقصر والتي يبلغ عددها ٢٥ مبني مدرسيا، اخذا في الاعتبار ان عملية التطوير ستتم في اطار رؤية شاملة لتحسين وتحديث البيئة المحيطة بالمدارس.
التحدي الأكبر
وقالت السيدة سوزان مبارك ان تطوير التعليم هو التحدي الاكبر الذي يواجهنا اليوم لكي نواكب تحديات عصر المعرفة، فالعالم يتغير بسرعة مذهلة والتطور العلمي والمعرفي في السنوات العشر الاخيرة فاق ما شهده العالم في مائة عام مضت فلم يعد التعليم مجرد حق للجميع ولم يعد الامر يقتصر علي تحقيق الاستيعاب، أو مواجهة التسرب من التعليم أو اتاحة فرصة متكافئة للفتيات أو حتي تطوير المناهج وطرق التدريس، وانما يتجاوز هذا التحدي كل ذلك بكثير.. فقد اصبحت جودة كل عناصر العملية التعليمية مطلبا اساسيا وقدرة ابنائنا علي الاندماج في مجتمع المعرفة ومواجهة تحدياته مسئولية يجب ألا نتردد في القيام بها.
والسؤال هو: اين نحن من كل ذلك، وكيف يمكن لمنظومة التعليم الحالية ان تواكب هذا التطور؟
لذا جاء مشروع المائة مدرسة ليطرح فلسفة جديدة للمسئولية المجتمعية ورؤية مستنيرة لدورنا في عملية التنمية، واملا كبيرا في مستقبل أفضل لابنائنا. وفلسفة جديدة تنتقل بعملنا الاهلي الي مهمة اكبر وعمل يتجاوز دوافع الخير والعطاء والتكافل، ليشمل أنشطة وبرامج تنمية المجتمع. ورؤية مستنيرة في التعامل بفعالية مع القضايا الجوهرية التي تشغل المجتمع ومن اهمها قضية تطوير التعليم. واملا كبيرا في ان رصيدنا من النجاح والانجاز في كل المهام التي قمنا بها من قبل وبايمان شركائنا بصدق نوايانا ونبل اهدافنا، سيؤهلنا لتحقيق النجاح في هذه المهمة الصعبة.
واضافت : هكذا تحول مشروعنا -وبسرعة- من طموح متواضع لتطوير مائة مدرسة الي مبادرة مستمرة تمتد كل يوم الي محافظة جديدة من محافظات مصر.
وقد بلغ عدد المدارس التي تم تطويرها حتي الآن ١٢٣ مدرسة منها ٤٥١ مدرسة في محافظة القاهرة »٤٢٥٣ فصلا واستفاد ٧٦١ ألفا و٧١٩ تلميذا« و٩١١ مدرسة في محافظة الجيزة.
وأكدت ان المبادرة تحدث تغييرا جوهريا في مقومات ومكونات المدرسة، تهتم بالمبني والمعني والرسالة، تحقق التواصل بين المعلمين والآباء والامهات، تمتد ثمارها لتشمل المجتمع المحيط بالمدرسة، تستهدف ان تكون المدرسة مركزا لبناء الطاقات البشرية المدعمة بالمهارات والملمة بالافكار والمفاهيم الجديدة وتقديمها للمجتمع.
وتضع التكنولوجيا المتطورة علي رأس اولوياته، وتعيد للمكتبة المدرسية ومعامل اللغات وكل متطلبات الانشطة المدرسية دورها.
الطالب والمدرس والناظر
وتشمل تطويرا يستهدف منهجا تعليميا لبناء الانسان باكتشاف مواهبه وبناء ثقته بذاته، وتعظيم قدرته علي مواجهة التحديات العلمية والمعرفية الجارية، يستهدف ان تكون المدرسة مركزا لبناء الطاقات البشرية المدعمة بالمهارات والملمة بالافكار والمفاهيم الجديدة وتقديمها للمجتمع.
وأهم من كل ذلك ان تظل المدرسة مصنعا للمثل والاخلاق والقيم فلا بالعلم وحده ولا بالتكنولوجيا وحدها نستطيع بناء جيل يحمل رسالة مستقبل هذا الوطن.
ثم استمعت سيادتها لكلمة د. سمير فرج محافظ الأقصر والتي أشاد فيها بدور السيدة سوزان مبارك وأنها في كل مرة تزور فيها المحافظة تأتي بهدية وأن ما تم إنجازه هدية للأجيال القادمة وأن المستقبل سوف يخرج أجيالاً واعية وواعدة. وقال: عندما كنت قد أرسلت خطاباً من أجل تطوير المدارس كان لدي أمل أن تقوم بتطوير عشر مدارس ولكن بعد زيارة سيادتها قررت أن يكون التطوير لمائة مدرسة.
وأوضح أنه عندما زار إسنا وأرمنت وجد أن هاتين المدينتين تعانيان صحياً وجاءت قوافل طبية ثم تم إعلان بروتوكول بين محافظة الأقصر وقصر العيني بجامعة القاهرة بهدف رفع مستوي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ثم استمعت سيادتها بكلمة د. سامح فريد عميد كلية طب القاهرة. قال فيها إنه التقي بالسيدة سوزان مبارك منذ عشرين عاماً عندما كان أستاذاً بالجامعة، وعشت تجربة ناجحة فعندما كلفت أن أرافقها لمدارس المعاقين سمعياً وأمرت سيادتها بصرف سماعات لغير القادرين وبعد عشر سنوات جاء إلي مكتبي شاب قال إنه تسلم سماعة عام ٠٩٩١ والتحق بالتعليم العام حتي وصل إلي كلية الطب. وقال أنا من الطلبة الذين حصلوا علي سماعة مجاناً.
وقال الدكتور أحمد سامح كريم عميد كلية طب قصر العيني: إن الكلية حريصة علي أن تشارك في التواصل مع المجتمع بتحقيق أفضل الخدمات من أجل ذلك فقد نظمت الكلية قافلة طبية لتلبية دعوة الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الذي طالب بالاهتمام بمدينتي إسنا وأرمنت لأنهما الأماكن الأولي بالرعاية.. وبالفعل توجهنا إلي هناك حيث ناظرنا مئات الحالات وأجرينا عشرات الجراحات ولاحظنا الاحتياج الكبير للخدمات الصحية بأنواعها المختلفة والحاجة الشديدة لتنمية مهارات الأطباء والعاملين بالمستشفيات المركزية.
وقال الدكتور أحمد سامح كريم: إن الأقصر شريكة معنا في مبادرتين جديدتين.. مبادرة مكافحة الإدمان عند شباب المدارس والجامعات حماية لشبابنا.
والمبادرة الثانية رعاية صحة الأم وجنينها إيماناً منا بأن صناعة العقول التي تقوم عليها نهضة الأمم تبدأ من رحم الأم والعناية بجنينها فالأم هي المدرسة الأكثر تأثيراً في حياة وعقل طفلها.
وقامت السيدة سوزان مبارك بتوزيع شهادات التقدير علي عدد من الشخصيات العامة التي ساهمت في تطوير محافظة الأقصر وهن: مني محرز لنشاطها في مجال صحة الحيوان ود. مني الطويل أستاذة الفيزياء وتهاني البرتقالي لقوافل الخير من الحزب الوطني وشرين عقل عن تطوير إحدي القري عن طريق أندية الروتاري.
وشهدت السيدة سوزان مبارك احتفالية أقامتها مكتبة مبارك في إطار أنشطتها الثقافية لعام ٩٠٠٢ بتوزيع الجوائز علي الفائزين بجوائز الإبداع الشعري والفني التي نظمتها المكتبة بين طلبة وطالبات المدارس بالأقصر للتعبير عن الانتماء والاعتزاز بالوطن.
شهد الاحتفالية د. هاني هلال وزير التعليم العالي ود. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ود. زكريا عزمي سكرتير عام جمعية مصر الجديدة، ود. سمير فرج محافظ الأقصر ود. سامح فريد عميد طب قصر العيني ود. فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة وأعضاء جمعية مصر الجديدة والمجلس القومي للمرأة.
وكانت جولة السيدة سوزان مبارك قد بدأت بزيارة لمدرسة وادي الملكات الابتدائية ورياض الأطفال وأعقبتها بزيارة لمدرسة الأقصر الإعدادية والثانوية بنات ومركز تدريب المدرسين بعد أن تم الانتهاء من أعمال تطويرها ثم زارت نادي التجديف.
الأربعاء يونيو 16, 2010 1:59 am من طرف نجمة الجماهير
موضوع: تطوير التعـليم هو التحـدي الأكـبر الذي يواجهنـا اليــوم 
